سبب الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني

+ حجم الخط -

سبب الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني
   علاء صقر 

جورنال مصر 


تشهد دولة السودان مواجهات عسكرية بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني ، بعد اندلاع اشتباكات عسكرية بينهما منذ بداية يوم السبت الموافق 15 أبريل الجاري.


يتساءل الكثير من المواطنين عن ماهية قوات الدعم السريع ، وما علاقتها بالسودان ، وكيف تطور الأمر ليؤدي إلى اندلاع حرب بينهما ، يستعرض جورنال مصر في السطور التالية القصة الكاملة وتفاصيل حرب قوات الدعم السريع مع الجيش السوداني.


ما هي قوات الدعم السريع السودانية؟


تعتبر قوات الدعم السريع والجيش السوداني من أبرز القوات المسلحة في السودان، حيث تؤدي جميعها دورًا هامًا في حفظ الأمن والاستقرار في البلاد. تأسست قوات الدعم السريع عام 2013 بموجب أمر من الرئيس السوداني السابق عمر البشير بغرض محاربة العناصر المسلحة في دارفور والمناطق الحدودية، ومع مرور الوقت توسعت نطاق عملها لتشمل قمع أي تحرك احتجاجي في البلاد، وفقًا للأنباء، أصبحت تعتبر القوة الأكبر في السودان بعد الجيش السوداني.


ما هي قوات الدعم السريع السودانية ؟، أحد الأسئلة الأكثر شيوعًا على الإنترنت خلال الساعات القليلة الماضية ، وقوات الدعم السريع السودانية هي ميليشيا شبه عسكرية تعود أصولها إلى ميليشيا الجنجويد ، وهي ميليشيا كانت تقاتل على نيابة عن الحكومة السودانية خلال حرب دارفور عام 2003.


كيف تشكلت قوات الدعم السريع في السودان؟ 


تشكلت قوات الدعم السريع السودانية رسمياً عام 2013 ، عندما أعيد هيكلتها لتصبح تحت قيادة جهاز الأمن والمخابرات الوطني في السودان ، بهدف إعادة تنشيط ميليشيات الجنجويد لمواجهة الجماعات المتمردة في منطقة دارفور بجنوب كردفان. وولاية النيل الأزرق.


جرائم قوات الدعم السريع


وعلى الرغم من هدف قوات الدعم السريع السودانية لمواجهة الجماعات المتمردة، إلا أنه سجلت جرائم كبيرة خلال حرب دارفور، وفي عام 2019 قامت بما يسمى بمجزرة القيادة العامة، حيث قامت قوات الدعم السريع بفض اعتصام القيادة العامة بالسودان بشكل عنيف، مما تتسبب في قتل 100 محتج سلمي ومئات الجرحى، وحاليًا يرأس الفريق أول محمد حمدان دقلو قوات الدعم السريع ونائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم، ويقدر محلّلون عدد القوات بنحو 100 ألف جندي، ولهم قواعد وينتشرون في أنحاء البلاد.


الجيش السوداني وقوات الدعم السريع 


أما الجيش السوداني، فهو قوة عسكرية رئيسية في السودان، تأسست عام 1925، وتتألف من قوات البر والجو والبحرية، ويتمثل دورها الأساسي في الدفاع عن الأراضي السودانية وحماية الشعب السوداني، إضافة إلى المشاركة في الأنشطة الإنسانية في الداخل والخارج، وعلى الرغم من أنها لم تعد تمتلك النفوذ الذي كان يمتلكه خلال فترات الحكم العسكري في السودان، إلا أنها لا تزال تحتفظ بدورها الهام في حفظ الأمن والاستقرار في البلاد.


ولكن، في العام 2019، وبعد الاحتجاجات الشعبية الكبرى في السودان، تم الإطاحة بالرئيس السوداني السابق عمر البشير، وتشكلت حكومة جديدة بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك. وتم تطبيق إصلاحات كبيرة في الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتقليص بعض صلاحياتهم وإعادة تشكيلهم بشكل يتوافق مع القواعد الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.


ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه قوات الدعم السريع والجيش السوداني، بما في ذلك الحفاظ على وحدتهم وإدارة الصراعات الداخلية، والتحرك نحو تحقيق السلام الشامل والاستقرار في السودان.


سبب الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني


أما سبب الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، فهناك روايتين، الرواية الأولى من جانب الجيش السوداني والذي أوضح في بيان له أن الجيش يتهم قوات الدعم السريع بالغدر والخيانة، وأنها حاولت مهاجمة الجيش في المدينة الرياضية ومواقع أخرى، وأن القوات المسلحة تتصدى لهذا الهجوم.


أما الرواية الأخرى من جانب قوات الدعم السريع، والتي أوضحت في بيانها أن القوات المسلحة بالجيش السوداني دخلت مقر تواجد قوات الدعم السريع صباح اليوم في أرض المعسكرات سوبا بالخرطوم، وقالت إن الجيش السوداني انهال عليه بهجوم كاسح بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.


وأعلنت قوات الدعم السريع عن سيطرتها على القصر الجمهوري وبيت الضيافة، والسيطرة على مطار الخرطوم ومروي والأبيض، والسيطرة على عدد من المواقع بالولايات، وبعدها نفذ الجيش السوداني ضربات جوية عنيفة ضد قوات الدعم السريع، ونفى سيطرة قوات الدعم السريع  على مطار مروي.


تحديات السودان الاقتصادية


كما يواجه السودان تحديات اقتصادية كبيرة، بما في ذلك تضخم عالي ونقص في الدولار الأمريكي، وهو ما أدى إلى صعوبة في استيراد السلع الأساسية وارتفاع أسعارها. وتعمل الحكومة الجديدة على تنفيذ إصلاحات اقتصادية شاملة، من بينها تخفيض الإنفاق الحكومي وزيادة الإيرادات، وتحسين البنية التحتية وتنشيط الاقتصاد المحلي.


ومع مرور الوقت، بدأ السودان في التعاون مع المجتمع الدولي، وخاصة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لتحقيق التنمية المستدامة والاقتصاد القوي في البلاد، عبر توفير الاستثمارات وتنمية البنية التحتية وتقوية الحكم الرشيد والتعليم والصحة وحقوق الإنسان.


السودان يواجه المصير بالحروب الداخلية


كما تواجه الحكومة السودانية التحديات فيما يتعلق بالسلام والأمن الداخلي، حيث يعاني البلد من حروب داخلية مستمرة وصراعات عرقية ودينية، مما يؤثر على استقرار البلاد وتنميتها. لذلك، تعمل الحكومة السودانية على تحسين الوضع الأمني في جميع أنحاء البلاد، والتفاوض مع الجماعات المسلحة للوصول إلى حلول سلمية.


وبصرف النظر عن التحديات الداخلية، يواجه السودان أيضًا تحديات في العلاقات الخارجية، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الحدودية والتعاون مع دول الجوار. وعلى الرغم من ذلك، تسعى الحكومة السودانية إلى تحسين العلاقات مع دول الجوار وعلى المستوى العالمي، والتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية لتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار في البلاد.


ومن بين التحديات التي تواجه الحكومة السودانية أيضا هي الأزمة الاقتصادية الحالية، حيث تعاني البلاد من تضخم عالي ونقص في العملة الصعبة وارتفاع في الدين الخارجي، مما يؤثر على معيشة المواطنين وتنمية البلاد. لذلك، تعمل الحكومة على تحقيق الإصلاحات الاقتصادية والتنموية اللازمة لتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين.


وبما أن السودان يحوي عددًا كبيرًا من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، فإن ذلك يشكل تحديًا كبيرًا للحكومة في توفير الخدمات الأساسية والحماية لهؤلاء الأشخاص. وتعمل الحكومة السودانية على تحسين الوضع للمهاجرين واللاجئين وتحسين الظروف الإنسانية لهم.


تحديات الحكومة السودانية


وبشكل عام، فإن الحكومة السودانية تواجه تحديات كبيرة على العديد من المستويات، وتسعى جاهدة لتحقيق الاستقرار والتنمية في البلاد. ومن خلال دعم المجتمع الدولي والتعاون على المستوى الإقليمي والدولي، يمكن للحكومة السودانية تخطي هذه التحديات والوصول إلى مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا.

كتابة تعليق