.webp)
أطلق محمود حسين، الأمين العام السابق لتنظيم الإخوان، قائد جبهة إسطنبول، قناة فضائية جديدة تبث برامجها من لندن تحمل اسم الشعوب، تضم برنامجاً يقدمه معتز مطر، الذي كان يقدم برنامج على قناة الشرق الفضائية الموالية لـ الإخوان، من العاصمة التركية إسطنبول.
أطلقت جماعة الإخوان وتحديداً جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين فضائية جديدة تبث من العاصمة البريطانية لندن لمهاجمة مصر والدعوة لإسقاط الدولة والحشد لتظاهرات ضد النظام.
وأطلق على الفضائية الجديدة اسم الشعوب، ويديرها بشكل أساسي الإعلامي الهارب معتز مطر والذي سبق أن رحل من تركيا بعد أن أجبرته السلطات التركية على مغادرة البلاد وأوقفت برنامجه على فضائية الشرق.
وذلك بعد أشهر من إعلان قناة مكملين، الموالية لتنظيم الإخوان وقف بث برامجها في تركيا، في أبريل الماضي، يُراهن تنظيم الإخوان على فضائية جديدة للدفاع عن توجهاته وآراء عناصره، في ظل صراع وانقسامات دائرة بين جبهات التنظيم الثلاث في الخارج، وهم جبهة لندن، وجبهة إسطنبول، وتيار التغيير.
وكشفت مصادر لـ"جورنال مصر" أن الفضائية يمولها رجل الأعمال الإخواني مدحت الحداد المقيم في تركيا وهو أبرز قيادات جماعة الإخوان والذراع المالي للتنظيم وتحديدا جبهة محمود حسين في إسطنبول ويدير عدة محافظ مالية وشركات استثمارية كبيرة لها، فضلاً عن أنه شقيق عصام الحداد مستشار الرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسي وعم جهاد الحداد مستشار السياسة الخارجية لمرسي أيضا.
وقررت الجماعة تعيين المذيع الهارب معتز مطر مسؤولا عن القناة والذي من المقرر وفق المعلومات الواردة أن يستقطب باقي المذيعين والإعلاميين الذين سيرحلون من إسطنبول وتوقفت برامجهم وأنشطتهم الإعلامية هناك وفقاً لقرار السلطات التركية.
وسيتم الاستعانة بعدد كبير من المعدين والمراسلين والفنيين التابعين للجماعة في المقر الرئيسي للفضائية في لندن والمكاتب المقرر افتتاحها في عدد من الدول.
وكانت السلطات التركية قد قررت العام الماضي منع أنشطة الإخوان الإعلامية، لاسيما تلك التي تبث عبر فضائيات الجماعة في إسطنبول تمهيداً للتقارب مع مصر.
وأعلن المذيع الإخواني معتز مطر وقف أنشطته الإعلامية على منصات التواصل، وكذلك على قناته على يوتيوب بطلب رسمي من السلطات التركية، كما أعلن مذيعون آخرون هم: محمد ناصر وحمزة زوبع والفنان هشام عبد الله وقف برامجهم أيضا بطلب من أنقرة.
وأعلنت فضائية مكملين الإخوانية وقف بثها نهائيا من تركيا بعد ذلك بأسابيع قليلة.
وأكدت الفضائية في بيان رسمي إنها قررت وقف بثها نهائيا من تركيا وإغلاق استوديوهاتها بعد 8 سنوات مارست فيها أنشطتها من اسطنبول، مضيفة أنها ستعاود البث وتنطلق من جديد من دول أخرى قريبا.
وطالبت السلطات التركية وقتها إدارة الفضائية وقف برامجها المنتقدة لمصر ودول الخليج أو التوقف نهائيا عن البث من الأراضي التركية، وتم إبلاغ قيادات الإخوان رسميا بذلك، خاصة في ظل التقارب التركي المصري الخليجي، وهو ما رأته قيادات الجماعة لا يتفق مع توجهات التنظيم ولا أنشطته الإعلامية فقررت نقل الفضائية إلى دول أخرى.
وأكد عمرو عبد المنعم، الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية إطلاق الفضائية الجديدة من لندن. وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن القناة بدأت البث بالفعل، لافتاً إلى أن القناة سوف تركز في برامجها على الشأن المصري، مرجحاً قيامها بالتحريض ضد الدولة المصرية.
وأضاف عبد المنعم أن القناة سوف تعتمد على نشر فيديوهات قصيرة عن وقائع معينة بمصر، مع تعليق من جانب مقدمي البرامج، ومن بينهم معتز مطر، مؤكداً أن القناة أُطلقت بتمويل إخواني بالكامل، وتديرها جبهة إسطنبول.
وظهرت أخيراً جبهة متصارعة على قيادة الإخوان، أطلقت على نفسها تيار التغيير، الذي أسسه في السابق محمد كمال، وهو مؤسس الجناح المسلح لـ الإخوان ولجانه النوعية، وقُتل في أكتوبر 2016.
وجاء ظهور التيار الجديد أو الثالث في وقت ما زالت فيه الخلافات تتفاقم بين جبهتي إسطنبول و لندن، بسبب إعلان إبراهيم منير حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وعزل محمود حسين وآخرين، ثم إعلان مجموعة محمود حسين، أكثر من مرة عزل إبراهيم منير من منصبه.
وكان تشكيل جبهة لندن، هيئةً عليا بديلة عن مكتب إرشاد الإخوان، قد فاقم الخلافات بين إخوان الخارج، سبقه تصعيد آخر بتشكيل الجبهة نفسها مجلسَ شورى جديداً، وإعفاء أعضاء مجلس شورى إسطنبول الستة، ومحمود حسين، من مناصبهم.
ويرى مراقبون أن وثيقتي جبهة لندن، وتيار التغيير، عمقتا الانقسامات والصراع بين إخوان الخارج، وأكدوا أن جبهة إسطنبول كانت تراقب خلال الأيام الماضية الجبهتين، للتعرف على أصداء الوثيقتين، ومدى التجاوب معهما.
وتصنف السلطات المصرية الإخوان تنظيماً إرهابياً، وصدر بحق قيادات التنظيم والمرشد العام محمد بديع أحكاماً بـ الإعدام، والسجن المؤبد، والمشدد، في اتهامات بالتورط في أعمال عنف، اندلعت بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عن الحكم في 3 يوليو 2013، عقب احتجاجات شعبية.
يشار إلى أن تركيا كانت قد أعلنت استئناف اتصالاتها الدبلوماسية مع مصر مارس من العام الماضي، حيث زار وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية، سادات أونال، مصر في مايو من العام 2021 في أول زيارة من نوعها منذ 2013، وأجرى محادثات استكشافية، في القاهرة مع مسؤولين مصريين قادهم نائب وزير الخارجية حمدي سند لوزا.
وبعدها بـ 4 أشهر زار نائب وزير الخارجية المصري أنقرة على رأس وفد مصري دبلوماسي يومي7 و8 سبتمبر، لإجراء جولة ثانية من المحادثات الاستكشافية تمهيداً لحل الخلافات العالقة وتطبيع العلاقات.
إرسال تعليق