سياسة بايدن وقراراته في دائرة فارغة لم تخلق حلولاً بل صنعت أزمات اكثر تعقيداً

+ حجم الخط -
تدور سياسة بايدن وقراراته في دائرة فارغة   لم تخلق حلولاً بل صنعت أزمات اكثر تعقيداً
بقلم : يوحنا عزمي
أتمني ان يجد الرئيس الأمريكي بايدن الذي يتصور أنه يدير العالم بسياساته واستراتيجياته التي جعلت العالم علي حد زعمه اكثر آمنا واستقرارا عما كان عليه في ظل الإدارة السابقة ، عن ماذا كانت نتائج سياساته خلال عام ونصف من رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية سوي اثارة الأزمات وتعقيد الصراعات والانفراد بسلطة اتخاذ القرارات في قضايا السلم والحرب بعد ان سلب من مجلس الأمن الدولي دوره وعطل له ممارسته لصلاحياته التي قررها له ميثاق الأمم المتحدة وخصه وحده بها ؟
يحتاج الرئيس الأمريكي إلي من يسأله عن التأثير الذي تركته عقوباته مع شركائه الأوروبيين علي روسيا وهذا السيل من الأسلحة التي تدفقت علي اوكرانيا طيلة ستة شهور وما تزال من امريكا ومن باقي دول الناتو غير إطالة امد الحرب الأوكرانية وسد كل الطرق امام وقفها بحثا عن حل لها ، وما الحقته هذه الحرب من دمار هائل بمدن أوكرانيا وبمواردها الاقتصادية ، وافقادها لكل هذه المناطق الاستراتيجية الحيوية من اراضيها والتي نتصور انها قد ضاعت منها إلي الأبد ..
هذا فضلا عما سببته عقوباته المتهورة والمتسرعة من خراب اقتصادي كبير للكثير من دول العالم بفعل تفاقم ازمات الطاقة والغذاء والركود والتضخم والغلاء وتوقف العديد من سلاسل التوريد والتي هي شرايين التجارة العالمية وحلقاتها الإستراتيجية التي يصعب إيجاد بديل آخر لها يقوم بدورها.
يحتاج بايدن لمن يسأله عن هدفه من مشاغباته مع الصين ومن تحرشاته واستفزازاته المستمرة لها إلا إذا كان إشعال أزمة دولية جديدة حول تايوان ، وهي الأزمة التي افتعلها وبالغ في تضخيمها دون ان يكون لمزاعمه اساس من الحقيقة او الواقع ، فهو يتصنع التشدد مع الصين وهو اجبن من يواجهها او يدخل في حرب ضدها .. وهل من لم يقدر علي افغانستان وهرول خارجا منها تاركا اسلحته وراءه في مشهد لا يليق اطلاقا بكرامة قوة دولية كبري كالولايات المتحدة ، سيقدر علي الصين التي تمتلك من القدرات النووية الرادعة ما يجب ان تحسب له إدارة بايدن الف حساب ؟
وهو يحتاج إلي من يسأله عن اسباب الفشل الذريع الذي منيت به زيارته الأخيرة إلي الشرق الأوسط ، وهي الأسباب التي لم تعد سراً خافيا، فقد جاء إلي هذه المنطقة المتوترة والمازومة من العالم دون ان يحمل في جعبته حلاً ايجابيا واحدا لأي من ازماتها التي تفتك بها وفي مقدمتها أزمة الصراع الفليسطيني الإسرائيلي ، وكل ما صدر عنه وعود جوفاء لا تقدم ولا تؤخر ، فهو رئيس بلا رؤية او فكر يجعله يعرف طريقه إلي ما يريده ومتي وكيف.
اما عن فشل سياساته الإقتصادية في الداخل الأمريكي والتي ضاعفت من معاناة الشعب الأمريكي وبخاصة في امور الطاقة والغلاء بشكل لم يسبق له مثيل ولا خلال فترات الحروب التي دخلتها امريكا في الماضي ، فحدث ولا حرج .. وهو اعجز من ان يوفر لهم الحلول التي ترفع هذه المعاناة عنهم ، بل ربما تزيد اوضاعهم سوءا وتدهورا مع الوقت.
لقد اخطأ الأمريكيون بحق انفسهم عندما جاءوا به رئيسا لهم وصدق من قال أنه حتي في اعرق الديموقراطيات في العالم
فإن صناديق الاقتراع لا تاتي دائما بافضل الرؤساء.

كتابة تعليق