كتب - عماد الملاح
اليقين وهو مرتبه فوق الصبر ويعتبر سلوك داخلى نفسي للشعور بالرضا بما قدر الله عز وجل وأعطى وقسم فاليقين بالله عز وجل من أفضل وأعظم نعم الشعور بالسلام والسعادة فهى نعمة و مواهب الله عز وجل على العبد الصالح ، ولا يمكن أن تثبت شعورك بالرضا إلا على أن يكون البناء من القاعدة أساس اعمدته من قاعدة اليقين ولذالك يقول الدكتور مصطفى محمود رحمة الله تعالى أن اليقين والرضا درجات وكل درجة تجعل مسبباتها للقدر اختلاف تأثيرها على الإنسان ودرجته من عبد صالح تقى إلى أقصى درجات للعبد الفاسد الشرير ، فمن لا يكن اليقين عنده من ثوابتة الرضا الداخلى الحقيقي اوحتى لا يمكن أن يصبر فضلاً أن يرتقى إلى درجة الرضا بما قدر الله عز وجل عليه من الآلام والمصائب والمحن والبلايا وما قدر الله عليه من الفقر والمرض وما أشبه ذلك اعلم أن يقينة ضعيف ولا يرتقى بالقوة أو الرضا وستكون منحته محنة حتى يتغير ويرضى جبرا .
الله يقول فى آياته عز وجل :
} مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ...[11]{
[سورة التغابن].
ويقول ابن مسعود أيضا هو العبد تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله؛ فيرضى ويُسلّم'. ولهذا لم يحصل له هداية القلب والرضا والتسليم إلا باليقين (مفتاح دار السعادة وهذا الرضا يكون بقضاء الله عز وجل.)
أن اليقين منهج الإنسانية ونجاة من الأقدار التى بسبب عدم رضاك أو ضعف صبرك قد تهلكك أو تجعل أضعف الإيمان واصغر البشر فكن حذرا حتى لا تلم نفسك وجاهدها على الرضى والصبر فى كل شىء فترحم وقل الحمد لله واشكرة فى السراء والضراء .
وهذه محاورة وقعت بين الحسن بن على رضى الله عنه وبين من نقل كلام أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أبو ذر رضى الله عنه كان يقول (الفقر أحب إلىّ من الغنى، والسقم –يعنى المرض- أحب إلىّ من الصحة' فلما بلغ ذلك الحسن بن على رضى الله عنه قال:'رحم الله أبا ذر، أمّا أنا فأقول: من اتكل على حسن اختيار الله له؛ لم يتمنَّ شيئاً' )
وان الوصول لمرحلة اليقين هى بدايتها الرضى بكل ما يتعلق حول أمور ومجريات حياتك وتقبل سواء خيرا او شرا
والله عز وجل قال وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شرا لكم...صدق الله العظيم
لهذا السبب من حكمة الله تعالى أن منذ ولادتك فى الحياة أو بمجرد نشأتك كجنين فى رحم امك ليس مكتمل ملامح وبنيان كتب لكل وقدرت لك كل نبضة ورزق من الله حتى الموت فهو مقدر ومكتوب لك حق عليك ولهذا لا تجعل حياتك يصيبها وقوف أو كسل وعدم سعى وبسبب تقول إن الله كتب لى النصيب والقدر وهذا اكبر خطأ وليس للإنسان إلا ما سعى جاهدا.
لذالك أن حد الوقوف على الرضا بما تصرف به القضاء فلا يتمنى أن هذا الأمر من الأمور التي يحبها من عاجل الدنيا ونعيمها وقع له ولا يتمنى أيضا أن هذه المصيبة والألم لم يقع له وإنما هو راضى بما قسم الله عز وجل له ولهذا يقول: سفيان الثوري رحمه الله :
( وقد قال له الربيع بن خُثيم:' لو تداويت' أصابه مرض فقال له: لو تداويت، مع أن العلاج والتداوي مباح- فقال:' ذكرت عاداً، وثموداً، وأصحاب الرس، وقروناً بين ذلك كثيراً، كان فيهم أوجاع، وكانت لهم أطباء، فما بقى لا المداوي ولا المداوي' . كلهم قد أفناهم الله عز وجل، فيرضى العبد بما قضى الله عز وجل عليه من ذلك كله)
وعن أقوال السلف بما قاله الإمام ابن القيّم رحمه الله (الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين، وقرة عيون المشتاقين، ومن ملأ قلبه من الرضا بالقدر؛ ملأ الله صدره غنىً وأمناً، وفرَّغ قلبه لمحبته، والإنابة إليه، والتوكل عليه، ومن فاته حظُّه من الرضا امتلأ قلبه بضدِ ذلك، واشتغل عما فيه سعادته وفلاح الإنسان والبشرية اجمعين )
لهذا اليقين والرضا منهج الإنسانية ونجاة من الأقدار حيث أن الأقدار تتغير من مدى درجات الصبر والقبول لدى الإنسان من قوة يقينة أو ضعف الصبر ومثابرة على البلاء أو الكرب والهم واعلم أن الثقة هى القوة واليقين بأن الله وحدة هو سندك فى كل شىء وكل ظرف أو مكان فلا غيرة سند لك وقال الله تعالى ادعونى استجب لكم.
إرسال تعليق