كتب - علاء صقر
مهنة الحِدادة من المِهن العريقة التي صمدت علي مدار السنين عرفها الإنسان، وطوّع فيها الحديد لصالحه، فقد صنع منه الأدوات الحادة، آلتي لايمكن الاستغناء عنها في حياتنا اليومية حتى الآن.
علي الرغم من ضعف الإقبال على هذه المهنة في الوقت الحاضر؛ بسبب ظهور مصانع الحديد والصُلب، إلا أنّ البعض ما زال يمتهن الحِدادة، فأن تكون حداداً؛ فهذا يعني أنّك مضطرٌ، لتحمّل الكثير من المتاعب والصعوبات.
"الحدادين.. دُول ريحة الدنيا وأهل الزمان".. بهذه الكلمات تحدث الشاعر الراحل فؤاد حداد عن الحدادين ومهنة الحدادة، آلتي ظلت تتوارثها الأجيال عشقا في المهنة إلي يومنا هذا.
ورصدت عدسة "جورنال مصر" مجموعة من الصور تم التقاطها من داخل ورشة حدادة الحاج إبراهيم سمكه في حي "عين شمس"، و اللافت للنظر في هذه اللقطات هو أن إبتسامة عم سمكه عادة ما تكون سلاحه الحاد لمواجهة متاعب المهنة.
ومن المعروف أن العمل في مهنة الحدادة ينطوي على مخاطر وصعوبات عدة، ويتطلب في الوقت ذاته التمتع بالصبر والحذر والقدرة على التحمل؛ ومن بين الصعوبات التي يواجهها العاملون في هذه المهنة ثقل الأدوات المستخدمة وثقل وزن المواد الخام نفسها، فضلًا عن التعرض لدرجات حرارة عالية خلال عملية صهر المواد الصلبة.
ذلك بالإضافة إلى أن العمل غالبًا ما يتطلب ساعات طويلة ويتم على مراحل عدة، حيث يعتمد عمل الحدادين في الأساس على الحديد المطاوع والصلب، ويعملون عن طريق تسخين قطع من الحديد المطاوع أو الصلب حتى يصبح المعدن لينًا بما يكفي لتشكيله باستخدام الأدوات اليدوية مثل المطرقة والسندان والإزميل، ويتم التسخين عن طريق استخدام المسبك الذي يعمل بوقود البروبان أو الغاز الطبيعي أو الفحم.
ومن الممكن أن تجعل ظروف العمل في هذه المهنة أصحابها عرضة للإصابة بعدد من المشاكل الصحية، مثل أمراض الجهاز التنفسي، وذلك نتيجة التعرض لدرجات الحرارة العالية أثناء صهر المواد الصلبة واستنشاق المواد المنبعثه.
وقد يؤدي التعرض للحرارة العالية والإجهاد الحراري أيضًا للإصابة بحساسية العين أو الشعور بالدوار والصداع والغثيان، ذلك إلى جانب تأثيره المحتمل على الجلد، ولذلك فإنه من الضروري أن يحرص العاملون في هذه المهنة على اتباع إجراءات وقائية للحفاظ على سلامتهم أثناء العمل في تلك المهنة الخطره.
إرسال تعليق