مصر تمضي قدما لإنشاء شبكة طرق قومية هائلة

+ حجم الخط -
مصر تمضي قدما لإنشاء شبكة طرق قومية هائلة

بقلم : يوحنا عزمي


نمشي وكأن الأمر لا يخصنا .. يا أخي العالم في أزمة رهيبة .. مالناش دعوة .. خدها نصيحة : لا تسأل عن التفسير لأن اشياء كثيرة تحدث ليس لها تفسير  .. 


اتفاقية الشراكة مع شركة سيمنس الألمانية لإنشاء 2000 كم 

طرق سكك حديدية وتزويد مصر بعدد من القطارات الكهربية فائقة السرعة يربط شرق وغرب مصر وشمال وجنوب البلاد بما يضم 60 مدينة .. ليس هذا فقط .. بل إن  العقد يتضمن الصيانة والإشراف على التشغيل لمدة 15 سنة بالشراكة مع شركتي أوراسكوم والمقاولون العرب ..  إنه العقد الأكبر في كل تاريخ الشركة العريقة على الإطلاق ( 8.1 مليار يورو ) ..


هل تشاركني الرأي أنه خبر غير عادي بالمرة ويسير عكس اتجاه الريح ؟! .. 


عموما فلسفة التطور والتنمية تختلف من بلد إلى بلد حسب 

رؤية قادتها ومفكريها .. صحيح التنمية عملية شاملة تتم في 

كل الاتجاهات ، لكن يبقى دائما شيء واحد فقط يعد العمود 

الرئيسي الذي تقوم عليه كل تجربة ومن حوله تنشأ المشروعات الأخرى ..


اليابان : التعليم الفني الجيد ( الإليكترونيات ) 

الصين : المشروعات الصغيرة – ألمانيا : الصناعات الثقيلة  

فرنسا : الإنتاج الزراعي ومنتجات اللحوم والألبان .. 

كوريا الجنوبية : نهضتها قامت على أكتاف 7 شركات صناعية عملاقة .. سينجابور ( الموانيء العالمية الحديثة ) .. وهكذا.


أما التقدم الاقتصادي الهائل الذي حدث في الولايات المتحدة الأمريكية وجعلها تتسيد اقتصادات العالم فأرجعه الخبراء إلى شبكة الطرق الهائلة والمواصلات المتطورة العملاقة التي تربط كل مناطق أمريكا بكفاءة عالية ..


أعتقد أن مصر قررت انتهاج نفس الأسلوب من خلال خطة 

طموحة للغاية لإنشاء 14 ألف كيلو متر من الطرق الحديثة 

بأعلى المواصفات الفنية تنتهي في 2030 .. 


تم بالفعل إنشاء 7000 كم كمرحلة أولى وهي التي نراها ونشاهدها من خلال شاشات التليفزيون وشعر بها كل من أسعده الحظ وسار عليها .. طبعا سيتغير مفهوم النقل بشكل جذري تماما بعد الانتهاء من مشروعات القطارات الكهربية لشركة سيمنس ..


- لكن لماذا الطرق ؟ ..


لأنها العنصر الأهم الجاذب للاستثمار بكافة أشكاله المحلى والعالمي فعلى جانبيها تقام المدن والقرى والمنشآت والمشروعات بكل أنواعها من مزارع ومصانع وشركات وخلافه .. هي أيضا أفضل وسيلة طبيعية لتحريك الأموال الراكدة في البنوك وأموال القطاع الخاص التي تفوق ما تملكه الحكومة بعدة مرات .. لاحظ ارتفاع حجم الودائع إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه من 4 سنوات فقط أين كانت هذه الأموال ؟! ..


المؤكد أن مصر ليست بلداً غنيا بالموارد .. لكنها دون شك غنية بعقول مبدعة تستطيع نقلها إلى موقع يليق بها ..  صحيح لدينا حجم هائل من الأمول لكن لم يكن لدينا خريطة واضحة للاستثمار تستطيع تحريك أو استيعاب هذا الحجم الضخم من الأموال ..


الطرق التي تشق البلاد طولا وعرضا شمالا وجنوبا شرقا وغربا هي التي ستعيد توزيع الخريطة السكانية بشكل تلقائي وستعيد أيضا تشكيل فهمنا للاستثمار بشكل صحيح ومؤثر .. 


التفكير العقلاني المنطقي هو الذي  يوصلنا إلى تحقيق الهدف المنشود وليس بطريقة المرحوم صلاح جودة الذي كان يضر من حيث أراد أن يصلح فتراه يقول : عندنا أراض شاسعة قابلة للزراعة .. 


عندنا أكثر من 2000 كم سواحل ولدينا نقص في الأسماك 

ولا يوجد استثمار سياحي لهذه السواحل .. 


عندنا مناطق تعدين هائلة .. عندنا وعندنا وعندنا .. لكن الدكتور صلاح نسي أنه لم يكن لدينا طرق تصلح وكذلك الخدمات المصاحبة لها وهي التي تجعل المستثمر ( الأجنبي - المحلي ) أو حتى الدولة تستثمر في هذه المناطق كما يريد .. 


ما تستغربش بعد كده ممكن تلاقي في الحوار الوطني من يسأل : فين الرؤية .. فين البرنامج ؟! .. عادي جدا.

كتابة تعليق