بقلم : يوحنا عزمي
ظهر مصطلح جدرى القرود للمرة الأولى 1958، وذلك فى مستعمرة للقرود بمملكة الدنمارك ، حيث تديرها شركة يتم إخفاء اسمها عمداً حتى اليوم ، وفى هذه المستعمرة تم ابتكار وخلق نوع جديد من الجدرى ، وعلى ضوء ابتكاره فى مستعمرة للقرود نشأ هذا الاسم.
ما قبل 1958 لم يكن يوجد أى جدرى بهذا الاسم أو الشكل أو الأعراض ، كما أنه لا ينتشر عبر القرود ولا يعتبر القرد حاملاً له
تم صك هذا المسمى فقط لأنه ابتكر فى مستعمرة قرود دنماركية غامضة فى 1958.
وبحلول 1970 انتشر جدرى القرود فجأة فى غرب إفريقيا ..
وظل المرض محصوراً فى غرب ووسط القارة السمراء ، ربما كان يطل لبعض الوقت فى أوروبا وأمريكا عبر حالات نادرة ، ومعلوم أنها أتت من وسط وغرب إفريقيا.
عاد اسم جدرى القرود للواجهة مرة أخرى ، ولكن ليس فى مايو 2022 حينما بدأ المرض فى التفشى ، ولكن فى مارس 2021
إذ قرر منتدى ميونخ الأمنى ، النظير الحربى لمنتدى دافوس الاقتصادى ، وفى اجتماع على مستوى رؤساء وقادة القارتين الأمريكية والأوروبية ، أن يتم إجراء محاكاة لتفش مرض جدرى القرود عالمياً ليصبح "الجائحة الجديدة" بعد انحسار جائحة كورونا.
أسند منتدى ميونخ الأمنى مهمة هذه المحاكاة لمؤسسة أمريكية غامضة ، هى منظمة "مبادرة التهديد النووى"، ومثل عشرات المؤسسات الأمريكية التى نشأت بمعزل عن الحكومة ، فإنها تتلقى تمويل حكومى ويعمل بها عشرات الشخصيات الحكومية ، وأيضاً تعمل بالتنسيق مع الحكومة الأمريكية.
نشأت مبادرة التهديد النووى Nuclear Threat Initiative باعتبارها منظمة تهدف لمنع قيام هجمات نووية وبيولوجية
على الولايات المتحدة الأمريكية ، ولها دور فى التقارير الكاذبة
التى صدرت بحق النظام العراقى عشية الغزو الأمريكى فى 2003 بأن العراق يمتلك مشروع نووى يهدد الشعب الأمريكى.
تأسست المنظمة 2001، فور تولى جورج بوش الإبن للرئاسة الأمريكية ، وذلك بمجهود وإشراف مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق هنرى كسينجر ، ووزير الدفاع الأسبق ويليام بيرى ، ووزير الخارجية الأسبق جورج شولتز ، ويديرها حالياً – بتكليف من مجلس الأمناء الذى يضم أسماء بالغة الثراء – وزير الطاقة الأسبق إرنست مونيز ، الذى شغل منصبه الحكومى فى إدارة باراك حسين أوباما.
هذه المحاكاة الأوروبية الأمريكية ، مولها أيضاً رجل الأعمال المثير للجدل بيل جيتس ، وعادة ما تقدم المحاكاة "فرضية" من أجل دراسة ردة الفعل ، ولكن أن تتحول الفرضية إلى حقيقة بهذه الدقة فإن هذا ما جعل عشرات النشطاء حول العالم يطرحون أسئلة عن وجود مؤامرة حول الحادث.
إذ أن المحاكاة الأوروبية الأمريكية بتكليف منتدى ميونخ الأمنى وتنفيذ منظمة مبادرة التهديد النووى وتمويل بيل جيتس ، قد افترضت أن جدرى القرود سينتشر منتصف مايو 2022، وينتهى فى ديسمبر 2023.
وأنه فى تلك الفترة ، سيصاب 3.2 مليار نسمة بالجائحة الجديدة وسيسقط 270 مليون شخص قتيلاً على وقع انتشار جدرى القرود أى ربع مليار نسمة ..
هذا الرقم ضخم للغاية مقارنة بحقيقة أن عدد المصابون بكورونا
ما بين أواخر 2019 حتى منتصف 2022 لم يزد عن 527 مليون نسمة أو حوالى نصف مليار ، بينما عدد الوفيات وصل إلى 6.2 مليون شخص ، وحتى لو طرحنا حقيقة أن الأرقام المعلنة أقل بكثير من الحقيقة ، فإن مضاعفة أرقام وفيات كورونا ولو عشر مرات لن تصل إلى محاكاة جدرى القرود مارس 2021.
وقبل أن ينتشر جدرى القرود بالفعل فى مايو 2022 فى بريطانيا أولاً، وكأن المحاكاة كانت تحدد ساعة الصفر، وكأنها كانت لا تحاكى قدرات الغرب فى التصدى للوباء ولكن قدرات الغرب فى إطلاق الوباء ، بل أن المحاكاة أصدرت توصية فى ختامها بأن العالم غير جاهز للتعامل مع تمدد تلك الجائحة ، فأن هنالك نشاط اقتصادى طبى غريب جرى فى الدنمارك.
شركة بافاريان نورد Bavarian Nordic أو شمال بافاريا الدنماركية ، سبق وأن توصلت إلى مصل "ترياق" ضد جدرى
القرود فى 2019 ، وفى ديسمبر 2021 وبدون ترتيبات أو داعى
أو مقدمات ، طرحت الشركة الدنماركية أسهمها للبيع ، ورغم أنها شركة تبدو محلية مجهولة ، ولكن دخلت كبريات شركات مافيا الدواء واللقاحات بشراء 6.4 مليون أسهم للشركة الوحيدة فى العالم التى تملك اليوم لقاح جدرى القرود.
تذكر .. الشركة دنماركية ، والدنمارك هى مهد جدرى القرود 1958.
ما أن تحولت المحاكاة إلى واقع فى مايو 2022، حتى ارتفعت قيمة أسهم الشركة بمقدار 30 % فى بضع ساعات.
وفى هذا السياق ، كان بيل جيتس قد نشر كتابه فى 2021
مؤكداً أن "الجائحة المقبلة" ستكون الجدرى ، وأنه بحاجة إلى تمويل عاجل من حكومات الغرب من أجل إنتاج لقاح فعال للجائحة المقبلة .. طيلة 2021 كان بيل جيتس يبشر بجائحة الجدرى فى المنصات الأمنية والحربية والسياسية ، وطيلة 2021 كان بيل جيتس يحصد تبرعات ومنح مليارية من اجل لقاح لجائحة لم تحدث بعد.
المحاكاة وصلت إلى وضع برنامج شامل لشبكة CNN فى كيفية تناول أخبار جدرى القرود ما بين مايو 2022 وديسمبر 2023 كيف يتم تحليل تلك الأخبار ، وكيف يتم استضافة المحللين ، وما يجب أن يقولوه ، وتم نشر فيديوهات تلك المحاكاة فى صيف 2021 عبر موقع منظمة مبادرة التهديد النووى.
إن مشروع القرن الأمريكى ، أو مانفستو الدولة الأمريكية فى القرن الحادى والعشرين ، نص حرفياً بأن "الأشكال المتقدمة من الحرب البيولوجية التى يمكن أن تستهدف أنماطاً وراثية معينة قد تحول الحرب البيولوجية من عالم الإرهاب إلى أداة مفيدة سياسيًا".
حتى الآن لعبة جدرى القرود فى أيامها الأولى وبالتالى معرفة بنك أهداف اللعبة بالكامل أمر شبه مستحيل ، إذ ربما يكون الإعلان عن المحاكاة وتحرك بيل جيتس العلنى الغرض منه هو شن حرب أعصاب وإعلام من أجل تحقيق مكاسب مالية سريعة سواء أسهم الشركة الدانماركية أو مركز أبحاث بيل جيتس أو حتى شبكات مصالح أخرى فى مافيا الدواء واللقاحات ، بينما جدرى القرود نفسه لن ينتشر ليتحول إلى جائحة ، ربما كارت إرهاب فحسب من أجل تحقيق مكاسب سريعة ، ربما كان كارت إلهاء فى زمن ما قبل انتخابات الكونجرس الأمريكى نوفمبر 2022.
ويبقى السؤال الدائم فى هذه المواقف ، ما مصلحة الغرب
فى ضرب شعوبه واقتصاده قبل شعوب واقتصاد الشرق بهذه المؤامرات؟!
إن شبكات المصالح الغربية التى تدير الصناعات الكبرى لا يهمها أصلاً الحكومات أو الاقتصاد أو حتى الإنسان الغربى ، طالما أن خزائن العولمة ممتلئة ، وطالما أن مشاكل الغرب قبل الشرق تدر ربحاً على تلك الخزائن ، ومافيا السلاح والأدوية واللقاحات والدعارة والجنس والرقيق الأبيض والمخدرات والفوضى الخلاقة تعمل منذ سنوات فى الدول الغربية بنفس شراهة وشراسة السعى للعمل ضد دول الشرق.
فلا مشكلة أن يسقط اقتصاد الغرب ويضربه التضخم طالما أن هنالك شركات كبرى تحقق مكاسب من تلك الأزمات، ولا مشكلة.
فى سقوط الملايين قتلى جراء وباء مصطنع مقابل تحقيق أرباح هائلة من اللقاحات ، والأهم أن بعض تلك الأوبئة لها أجندات سياسية ، مثل نظرية المليار الذهبى ، أو التخلص من كبار السن.
أو إصابة الشعوب المستهدفة بالأمراض المزمنة ، أو حرب الجوع والغذاء وصناعة مجاعة عالمية حتى يصبح شبكات المصالح الغربية هى التى تحدد لمن يذهب الطعام وما هى الشعوب التى تستحق الشبع والشعوب التى تستحق الجوع.
لقد حدد الغرب سلفاً أن تلك العشرية هى عشرية الأوبئة والجوائح وما أن انتهى وباء كورونا حتى ظهر جدرى القرود ، ولو اختفى غداً لظهرت الجائحة الثالثة بعد غد ، إن العالم اليوم أمام أخطر مرض ينتقل بالممارسة الجنسية منذ ظهور مرض الإيدز ، وعلى كافة الشعوب أن نستيقظ لما يحاك لها فى دوائر العولمة النيوليبرالية وشبكات المصالح الغربية.
إرسال تعليق