
بقلم : يوحنا عزمي
إذا كنت تتكلم في الشأن العام فمهم أن يكون لديك ما تقدمه من معلومات أو رأي أو فكر محترم يعتد به وإلا فالصمت لك أفضل .. خرج علينا أحد أعضاء البرلمان في خطاب شعبوي عظيم يطالب فيه الدولة بوقف كافة مشاريعها وصرف ما لديها من أموال للتخفيف عن الناس التي تئن وتعاني ..
طبعا كلام ضحل ينم عن شخصية فارغة بمعنى الكلمة ولا تملك
أي قدر من الحكمة .. ألا تعلم ان أكثر من 5 ملايين مواطن من كافة التخصصات يعملون بصورة مباشرة في هذه المشروعات .
ألا تعلم أن هناك عدة ملايين أخرى تعمل في خدمات معاونة تستفيد بشكل غير مباشر .
ألم تفكر في كارثة توقف مئات المصانع التي تغذي هذه المشروعات
ما يقوله خراب بيوت رسمي لما يقارب من نصف الشعب وليس معاناة فقط .
الذي لا يعلمه - أو يتجاهله - أن الدولة اتخذت خطوات مدروسة بعناية شديدة للتخفيف من آثار الأزمة غير المسبوقة والتي أعقبت أزمة كورونا بدون فواصل بينهما .. يعني أزمات متلاحقة.
- عالجت أزمة خروج الأموال الساخنة بسرعة شديدة ..
كانت كفيلة بضرب الاقتصاد في مقتل.
- حافظت على رصيدها من العملة الحرة ليكون الاستيراد من خلال مستندات بنكية فقط وهو ما يعني التحكم التام في استيراد السلع الأساسية والمطابقة للمواصفات .. فالتاجر الذي لديه دولارات لا يستطيع الاستيراد من خلالها بشكل مباشر كما كان قائما .. بهذا قفلت الباب على السوق السوداء لتجارة العملة بالضبة والمفتاح.
- أمكن التحكم في ضبط الأسعار بشكل جيد ومناسب من خلال طرح شهادة ال 18% وهو ما مكن البنوك من جمع الأموال الفائضة من الناس وكبح جماح التضخم .. التضخم يعني أموال كثيرة وسلع أقل .. التدفق السلعي قائم ولم نشعر باختفاء سلعة واحدة.
- قرار البنك المركزي اليوم برفع سعر الفائدة 2% سيمكن من السيطرة على الأسعار بشكل أكبر والحفاظ على الرصيد المتوفر
من العملة الحرة.
- إقامة المعارض التي أتاحت السلع بسعر مخفض في كل مناطق الجمهورية فلم يشعر المواطن بآثار الأزمة بشكل حاد كما حدث ويحدث في كثير من الدول حتى الغنية منها.
- استطاعت الدولة تأمين مخزون محترم من السلع الإستراتيجية كالقمح والسكر والزيت يكفي لأشهر قادمة .. القمح يكفي لنهاية العام.
- إتخذت حزمة هائلة من القرارت التي تشجع المستثمر المحلى والأجنبي سيكون لها مردود عظيم في توسيع قاعدة النشاط الاقتصادي وما له من آثار إيجابية كبيرة.
هذا ما تفعله الدولة أيها المناضل الهمام من دون أن تتوقف المشروعات .. فماذا لديك لتقدمه غير هذه الترهات.
المؤكد أن الحوار الوطني المزمع سيكشف لنا الكثير من هذه النوعيات التي تمتطي جواد البطولة في عنترية فارغة .. سنرى مساخر بمعني الكلمة.
إرسال تعليق