الذئاب الرماديه "عضد أردوغان"

+ حجم الخط -

 

الذئاب الرماديه "عضد أردوغان"

كتب : نهى حمزه


من رحم الإرهاب نشأت جماعات شاذة متطرفة ومتعددة من أخطرها ( وإن كانت كلها خطرة ) تنظيم الذئاب الرماديه المتطرف . وقد نشأ هذا التنظيم الارهابي في منتصف ستنيات القرن الماضي في تركيا مستنداً الى أفكار القوميين المتطرفيين ثم نقل نشاطه خارج تركيا . وقبل أن نستفيض فى الحديث عن هذا التنظيم نتساءل عن ماهية هذه التسميه ومن أين أتت وماذا تعني .


جاءت تسمية التنظيم المتطرف من أسطورة “الذئب الرمادي”، والتي تغذي فكرة تاريخ أسطوري للأتراك، وتقول إنه عندما عاشت قبائلهم في وسط آسيا وتعرضت لهجوم من قبيلة معادية أبادت جميع الأتراك، باستثناء طفل واحد، عاش في الغابة يرضع من ذئبة عطفت عليه حتى كبر، واستطاع أن يعيد لقومه مجدهم!


ومن هنا جاءت التسمية، وجاء شعار الذئب الرمادي الذي تحول إلى شعار القوميين المميز، في إشارة منهم إلى اعتقاد بأنه يعني نقاء الجنس التركي والهوية المميزة، ويغذي نزعة التفوق العرقي، على غرار النازية.


في سنة 2020 فتحت وكالة الاستخبارات الفيدرالية الألمانية تحقيقا في أربعة جنود يشتبه في انتمائهم إلى “الذئاب الرمادية” المرتبطة عضويا بالحركة القومية في تركيا، الحليف السياسي لحزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم. وقالت نائبه يساريه فى البرلمان الألماني أن مجموعة قطاع طرق يمينية متطرفة تسيطر عليها المخابرات التركية.


ويتواجد فى المانيا 18000 عضو من الذئاب الرماديه وكلهم يؤتمرون بأوامر أردوغان.


ويروج هؤلاء المتطرفون إلى أفكار عنصرية مثل التفوق العنصري والتاريخي والأخلاقي لجميع الشعوب التركية التي تمتد من أفغانستان والصين إلى الطرف الجنوبي الشرقي من البلقان وقد تم مؤخراً إرسال ٣٠٠٠ عضوٍ من الذّئاب الرّمادية التّركية إلى القتال الى جانب الاوكرانيين المتطرفين "النازيون الجدد" وهذه المجموعات من الذئاب الرمادية يستخدمها أردوغان لوبى مؤثر فى الانتخابات فى الدول الأوربيه وخصوصاً فى ألمانيا وفر نسا.


وتتقاطع أفكار الذئاب الرمادية المتطرفة في خطوطها العريضة، مع أحلام استعادة أمجاد الخلافة العثمانية التي يقودها أردوغان، ومن هنا سعى الأخير إلى تحالف “ميليشياوي” مع هذه المنظمة بعد التحالف السياسي مع الحزب القومي المنبثقة عنه .... و كان أعضاء التنظيم الطليعة التركية في التعاون مع تنظيم داعش والفصائل الإرهابية، حليفة أردوغان، داخل سوريا لاحتلال شرق الفرات والتنكيل بأكراد عفرين. وقد ظهرت شعارات التنظيم إثر الانقلاب الفاشل الذى تعرضت له تركيا فى تجمع لمؤيدي أردوغان كما ظهر أيضا  في مظاهرة مؤيدة لأردوغان في نفس الشهر في مدينة ميونخ، جنوبي ألمانيا، وكذلك في العاصمة برلين، وهامبورغ (وسط) وشتوتغارت .. فهل تنتهي ظاهرة الذئاب الرماديه من أوروبا والعالم وقد تأصلت وتجذرت وتوالدت وتناسلت فى القارة العجوز منذ عقود ؟ ... هو سؤال تبدو إجابته أصعب من نطقها .


كتابة تعليق