
بقلم : فاتن يعقوب
لا شك أن أحمد حلمي كان بحاجة لفكرة جذابة، ليعود بها وبقوة إلى الخط الكوميدي المختلف، الذي اختاره لأفلامه منذ سنين ..
فهو يملك الحس الكوميدي الساخر وبالتالي الجماهيرية التي يمكنه استقطابها وإن اختار أو اقتبس قضية فلسفية أو اجتماعية جدية فهو يشبه أو يتشبّه ب "جيم كاري" أو "روبن وليامز" وغيرهما من ممثلي الكوميديا الهوليووديين الذين بعدما قدموا أفلاماً كوميدية بحتة نصاً أو قصة ، تطور موقفهم الكوميدي ليشمل قضايا فلسفية شائكة كما شاهدنا في The Truman Show و Bicentennial Man.
أعتقد أن أحمد حلمي كان يتوقع كما الإيرادات الكبيرة التي حصدها فيلمه الأخير "واحد تاني" .. كان يتوقع مديحاً من النقاد الفنيين الذين اشتاقوا إلى أعماله وحضوره المحبب ..
ولكن الحقيقة أن الإيرادات الكبيرة لم تكن معياراً هذه المرة لنجاح اختيار أحمد حلمي ، فكرة الفيلم مقتبسة من فيلم أميركي بطولة "برادلي كوبر" واسمه Limitless.
لا أتذكر إن كان صناع العمل قد ذكروا وجه الشبه أو الاقتباس
ولكن التنفيذ كان على عكس أفلامه السابقة المقتبسة أيضا مثل فيلم "ألف مبروك" .. كان ركيكا غير متماسك.
مونتاج الفيلم وبالتالي إخراجه أوقع حلمي في فخ لم يستطع الممثلون الآخرون في الفيلم تفاديه أو حتى التحايل عليه ..
كان يمكن لفيلم "واحد تاني " أن يشكل لحلمي نقلة جديدة أو
كما يقال بلغة السينما الأميركية a good comeback بعد تعثراته الأخيرة في أفلام لم تنجح جماهيريا ولا نقدياً.
ولكن " اللهوجة " في المونتاج والإخراج والمعالجة الدرامية أيضاً قضت على حظوظه بعد ركنة كورونا ..
"واحد تاني " فيلم يطرح موضوع استعادة الشغف للوصول إلى تحقيق الذات الحقيقية وبالتالي النجاح الإنساني. للأسف ، فشل أحمد حلمي باستقطاب الشغف عند المشاهد الذي جاء يبحث في أفلامه عن معنى جديد ليوميات صُبغت في السنتين الأخيرتين بألوان الإحباط والهزيمة .. "واحد تاني" كان يحتاج لحلمي "تاني" بتاع زمان.
إرسال تعليق