بقلم - محمود أبوبكر
بين الماضي والحاضر وضمائر غائبة وكلمات رنانة تتجار بالوطن تارة وبالمواطن تارة إخري وبحب الرئيس تارة أخري وبرسالة واضحة
كالشمس عند بزوغها مفادها تجارة الأوطان ونص صياغة قانونها الحقيقي حب السلطة وتزاوجها بالمال والإنسلاخ عن الأوطان لتضيع أحلام المواطن ويصرخ الوطن قائلا يجب أن تكونوا بين طيات النسيان عذرا عذرا لقد أعادني بطل همام هكذا الأحزاب والتيارات السياسية المبهمة بمصرنا الحبيبة خزلت الجميع وأصبحت بمعزل عنما تقوم به الدولة وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي من إنجازات خالدة لم تحدث في التاريخ الحديث وبين حروب عسكرية وسياسية وثقافية وإعلامية كأمواج وعواصف متلاطمة تريد القضاء علي بلاد الكنانة لنرى وسط هذه المؤامرات أحزاب وأشخاص لم تدرك يوما حقيقية وعظمة الأوطان .
فبعد مرور ما يقرب من 113 عام علي تأسيس الحزب الوطني ومن أعلى خشبة مسرح زيزينيا بالإسكندرية، وقفَ الزعيم الراحل مصطفى كامل، ليعلن تأسيس الحزب الوطني، بتاريخ 22 أكتوبر 1907، على أن يكون رئيسًا للحزب مدى الحياة، لكنه توفى بعد تأسيس الحزب بأربعة أشهر، فانتخب الأعضاء محمد فريد رئيسًا للحزب، ليكون بذلك لبنة الأحزاب السياسيّة في مصر ، لتصل عدد الأحزاب السياسية في مصر الآن لأكثر من 104 أحزاب، أغلبها ليس له دورٌ يذكر أو فاعل في الحياة السياسية، وكأن ثورة 25 يناير مرت عليها «مرور الكرام»، الأمر الذي وضعنا أمام تساؤلات وأمام حيرة ماذا تفعل هذه الاحزاب التي بمثابة أحبار علي أوراق أو مجموعة من الصور التي يداعبون بها الدولة تارة والمواطن الذي يزداد غضبا وتعجبا تارة إخري وما الدور الذي تلعبه الأحزاب ومن برامجها السياسية.
فالحياة الحزبية والاحزاب التي يلقبها الشارع المصري بالكرتونيه والهشه في مصر يشوبها كثير من التساؤلات، لعل أهمها ما أسباب اختفاء عدد كبير من الأحزاب من التفاعل مع المواطنين في الشارع لدرجة أن هناك أسماء لأحزاب لا يسمع عنها المواطن فى الأساس بسبب اختفائها التام من على الساحة السياسية وحتي من ظهر فقد جعلها سبيل للتجارة والوصول لمبغتاه.
لنري أحزاب كثيرة ذهبت مع الريح كالاحزاب الحالية التي لن ترتقي مع الدولة والتحديات ولم تستوعب توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي صرح بها علانية في أكثر من مناسبة بأنه يقف علي مسافة واحده من جميع الأحزاب ليجد الشارع نفسه أمام بعض الاحزاب التي إدعت ظلما وذورا علي السيد الرئيس بأنها أحزاب الدولة ولكن هذا الادعاء ليس له أساس من الصحة فهو فقط لجلب كثيرا من الأصوات أماك صناديق الإقتراع والتي جعلت داخل الشارع إستياء وإحتقان لما يحدث من محاولة الرجوع بنا للوراء وتزاوج المال بالسلطة مع جعل كرسي البرلمان سلعة لمن يدفع أكثر يتملكه ليتمني المواطنين أن تذهب هذه الأحزاب من حيث أتت بلا رجعة فهي لا ترتقي لهذا الوطن العظيم ولا تتماشى مع تطلعات فخامة الرئيس الذي يطمح أن تكون جميع الأحزاب وطن ثقافي يخرج القادة لقيادة الوطن في جميع المجالات ولكنها أصابت الجميع بالصدمة لأنها لم تعلم في أي وطن يعيشون ومع أي مواطن يمزحون.
وإليكم الأحزاب التي تكاد أن تكون قد اختفت تمامًا من على الساحة السياسية، ولا يعلم عنها المواطن أى شيء، منها على سبيل المثال، أحزاب التكافل الاجتماعى، والثورة، والعدل، والمصريين، والكرامة، ونصر بلادى، والتحالف الشعبى الاشتراكى، والخضر، والاتحاد الديمقراطى، ومصر 2000، والاتحاد الديمقراطى، والجيل الديمقراطى، والدستورى الاجتماعى الحر، والجمهورى الحر، وشباب مصر، والتغيير والتنمية.
كما ضمت قائمة الأحزاب غير المعروفة كلا من أحزاب الوفاق القومى، والعمال الديمقراطى، والشيوعى، ومصر العربى الاشتراكى، والأحرار الاشتراكيين، والحرية، وغد الثورة، ومصر الكنانة، والحضارة، والجبهة الديمقراطية، والثورة مستمرة، والأحرار الدستوريين الجديد، والصرح المصرى، ومصر أكتوبر، وفرسان مصر، ومصر بلدي، ومصر العروبة، و30 يونيو، والنصر المصرى، ومصر الحديثة، الإصلاح والحرية، والإصلاح والمساواة، والمواطن المصرى، والإصلاح، وجبهة التحرير القومى، مصر الحرة، ومصر الحضارة، ومصر المستقبل، والسلام والتنمية، وحياة المصريين، والسلامة والتنمية، والوحدة والحرية، ومصر الحرة، وشباب التحرير إنشأت جميعها لا يعلم المواطن عنها شيء ولم يكن في حسبانها أن تقدم شيء .
وفي حوار سابق منذ عدة أشهر قال الدكتور طه على، الباحث السياسي، إن غياب الرؤية السياسية، والمرجعية الفكرية للكثير من الأحزاب السياسية، تسبب في اختفاء العديد من الأحزاب التي تم إنشاؤها خلال الفترة الماضية، حيث يعد غياب برامج الأحزاب من أهم الأسباب لتراجع دور الأحزاب فى الشارع السياسى حيث يترتب على ذلك عدم اقتناع الشباب بها فلا يلتحق بها أحد، حتى أننا نجد بعض الأحزاب ليس لها صفحات على وسائل التواصل الاجتماعى ما يجعل الشباب ينصرف عنها إلى الصفحات الخارجية على الشرعية والتى تنتمى إلى أصحاب المخططات الهدامة بأمن الوطن.
وأوضح الباحث السياسى حينها أن تقوية وتعزيز العمل الحزبى فى مصر يعد مسئولية النخبة السياسية التى ينبغى أن تناضل من أجل تقوية نفسها فى إطار كيانات حزبية بعيدًا عن التيارات السياسية التى تخرج عن الأُطر الحزبية، متابعًا: لا يعقل أن يكون فى مصر ما يتجاوز الـ 100 حزب، بينما لا يسمع عنهم أحد فى حين نعرف المنتمين إلى هذا التيار أو ذاك.
فيما قال محمد حامد الباحث السياسى، إن هناك عدد من الأحزاب اختفت تمامًا من الشارع، منها أحزاب لا يسمع عنها المواطن أو يعرف اسمها، فالحزب السياسى ليس مجرد مقر ومجموعة أفراد، فأى مؤسسة دون تواصل مع المواطن والشارع لا يمكن أن نطلق عليها اسم حزب سياسى مضيفا ، بأن هناك تجربة فى نشأة عدد كبير من الأحزاب بعد ثورة 25 يناير منها كثير من الأحزاب غير الفاعلة التى لم تثبت أى وجود فى الشارع، وحقيقة الأمر أن الأحزاب غير الممثلة فى البرلمان أو الأحزاب الموجودة خارج تنسيقية شباب الأحزاب لا يمكن الاعتداد بها أو الاعتماد عليها.
ولفت الباحث السياسى، إلى أن كثيرين طالبوا الأحزاب بالاندماج إلا أن هناك كثيرًا من الأحزاب التي تتسم بالذاتية ولا يلتفت قياداتها إلى المصلحة العامة، بل تعيش هذه الأحزاب بلا هدف فى كثير من الأوقات وهذا أمر معروف للكافة، ففي مصر لم تستجب الأحزاب لأى دعوة للاندماج وقررت أن تستمر بلا فاعلية.
ومنذ أكثر من عام قامت صحيفة المصري اليوم بعمل حوار مع أبرز أعضاء الأحزاب السياسية المصرية عن الصورة العامة للحركات السياسية في مصر، الدور الذي يلعبونه، وأحلامهم المستقبلية فقد وصف الشارع تصريحات الأحزاب بأنهم يقولون مالايعلمون لنجد إنتقادات من الاحزاب أنفسهم لأنفسهم وكأنهم لا يعلمون أنهم يصفون حالتهم المذرية .
والي أكثر الأحزاب تناقضا ومداعبة وتلاعبا لنجد تصريحات ، شرح حسام الخولي، الأمين العام لحزب «مستقبل وطن»، للصحيفة ، واصفا
المشهد الحزبي الحالي، قائلاً إن دور الأحزاب الحالي يقتصر على عمل البيانات وإرسالها، ولن تعد تنتبه لإحتياجات المواطن المصري، فمن المفترض أن يشمل دور الأحزاب أساسيات مهمة.
بينما وصف أحد قادة الأحزاب ، دور الأحزاب السياسية الآن، قائلاً: «إذا حسبنا عدد الأحزاب التي لها مقار ولها تصريحات جادة لن تتعدى أصابع اليد الواحدة» مشيرا إلي أنه : «يجب علينا فتح المجال السياسي بشكل منظم، إذ يجب على الدولة وضع قوانين تشجع الصحة العامة السياسية، فإذا فتحت الدولة الفرصة لتغيير القواعد الموجودة حاليًا، ربما نصل للمواطن الذي تتواجد لديه الثقافة الحزبية، وبالتالي تقديم المساعدة له».
ومن داخل أعرق الأحزاب السياسية في مصر، حزب «الوفد» الذي يمتلك أكثر من 220 مقرًا، قال الدكتور ياسر الهضيبي، نائب رئيس الحزب، إن الأحزاب السياسية في مصر يتجاوز عددها 100حزبا، لكن بلا أثر حقيقي فرغم نشاطات «الوفد» المتعددة، والتي تشمل دورا برلمانيا وفاعليات على الأرض مع المواطنين، يرى «الهضيبي» أن باقي الأحزاب تعد أحزابا أسرية، لأنها لا تعمل في الشارع، الأمر الذي يتطلب «فلترة» حقيقية، ويكون هناك حل قانوني باسم «العتبة القانونية»، فبدلاً من أن يكون لدينا أكثر من 105 أحزاب أو أكثر تصبح 5 أو 10 أحزاب فقط.
وذهب الي وصف يحمل بين ثنايه الإستياء والسخرية فقد وصفها النائب يوسف القعيد الأحزاب بالعدد في الليمون».. هكذا ، الحياة الحزبية في مصر الآن، مؤكدًا أن وجود 104 أحزاب في بلد عددها 100 مليون رقم مهول وضخم، مضيفًا: «نحن نتعامل مع السياسة كأنها من المحرمات التي لا نقترب منها، وهذا موقف لابد أن يتغير ونعتبر أن التربية السياسية جزء من التربية العامة لأي مصري» متابعا: «نحن الآن ندفع ثمن سنوات موت العمل السياسي، بدءً من منتصف سبعينيات القرن الماضي إلى الآن، لابد أن نشجع العمل السياسي وأن تكون الأحزاب القائمة أحزابا حقيقية وفيها ديمقراطية وليبرالية، وليست مقرات وجريدة، ويجب أن تكون خلية نحل سياسية من الدرجة الأولى».
واستطرد: «يغيب الدور السياسي للشباب الحقيقي لأن (العدد في الليمون)، فالأحزاب الموجودة ينقصها حرية العمل السياسي بلا أي اعتبارات، وليس لها أي دور يتناسب مع شعاراتها، فلابد من هيئة مثل (الاتحاد الاشتراكي) في الستينيات، يمكنها تنشيط عمل الأحزاب وتنظيم الأدوار».
وبعد كل هذا تجد التحالفات التي تخرج علينا بحزب واحد يمثل الحياة النيابية ضاربا عرض الحائط مكتسبات الثورات وطموحات الرئيس والشباب ويمثل الشعب فقبيل إنتخابات مجلس الشيوخ الماضية إستقبل رئيس حزب مستقبل وطن المستشار عبدالوهاب عبدالرازق رئيس المحكمة الدستورية الاسبق ورئيس حزب مستقبل وطن وعددا من رؤساء الاحزاب ناقش مع قادة الاحزاب تأسيس تحالف إنتخابي بين عدد من الاحزاب السياسية.
وشارك في هذه الاجتماعات السيد عبدالعال رئيس حزب التجمع وتيسير مطر رئيس حزب ارادة جيل ووليد دعبس نائب رئيس حزب مصر الحديثة والربان عمر صميدة رئيس حزب المؤتمر، والمهندس حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، وعبد المنعم إمام رئيس حزب العدل واللواء رؤوف السيد رئيس حزب الحركة الوطنية لتخرج جميع الأحزاب المتحالفة بأقل نصيب من المقاعد ويحصل حزب مستقبل وطن علي ما يقرب من 96% من المقاعد بمشاركة ما يقل عن أربعة بالمائة من الناخبين علي مستوي الجمهورية مما أثار غضب الأحزاب وارتفعت نبرة أصواتهم حول المطالبة بالتغيير وشعارات رنانة تصيب المواطن بالذهول من شدة ما يحدث من عبث بالأوطان ليعلنوا عن تفكاكات وتحالفات جديدة أتفقوا فيها علي ألا يتفقوا ليخرجوا علينا بمسميات تحمل إسم التيارات المصرية التي لا تظهر إلا ويكون ورأها ظلام حالك وأجندات تهدد الوطن والمواطن وإكتوي الوطن من ظلامها فلا يأتي إسم تيار أو حركة إلا ونرى أنفسنا أمام أمثال حركات 6 إبريل إبنة التطرف والإتجار بالأوطان ولكنها إرتدت قناع أشخاص تسلقوا سلم السلطة بقناع الوطنية ولكنها في حقيقية الأمر إتجار بالأوطان ليقف الجميع حائرا وسائلا أي الضمائر تقف حائلا لكي لا تضيع الأوطان.
إرسال تعليق