كتب / رؤوف قنش
اصابتنى الدهشة والحيرة بعدما صرح السيد رئيس الوزراء امس والتى طالت اطباء مصر وتقليله بالجهود المضنية التى يقومون بها والتعرض للخطر الذى يداهمهم فى كل لحظة بل كل ثانية ،تصريح عليه الكثير من علامات التعجب والإستفهام ، وارى أنه تصريح غير موفق لكونه خرج من مسئول كبير وله موقع قيادى مثلك ، من المفترض ان الكلمة تخرج منك بحساب ، الحرف منك له معنى ودليل ويشير لمعانى كبيرة ، لذا ارى ان واقع تصريحك سيكون له اثر سلبى وعميق داخل نفوس الأطباء والتمريض ويهد من عزيتمهم ويقلل من قدراتهم ، الأطباء عندك يارئيس الوزراء الذين إنتقدتهم بالأمس يتعاملون مع المرضى حسب الإمكانيات المتاحة وهى إمكانيات ضعيفة للغاية وانت تعلم ذلك .
تعلم ان الطبيب بشر ، كتلة ملفوفة من لحم ودم له الحق فى ان يرتاح ويأخذ قسطا معقولا من الراحة والإستجمام حتى يعاود نشاطه ، اليس لبدنك عليك حق ، الطبيب والتمريض فى مرمى النار يصارعون الموت فى كل لحظة وكل حين ، الأطباء والتمريض يذهبون لمكان عملهم وعندهم قناعة أنهم ذاهبون لأرض المعركة يحاربون وليس عندهم امل فى عودتهم لمنازلهم ورؤية زويهم مرة اخرى ، الأطباء والتمريض يحملون ارواحهم على الكفوف يتعاملون مع مرضى الكورونا دون تأفف وإنزعاج لايدخرون ولايألون جهد فى سبيل انقاذ هؤلاء المرضى ، وتكون هذه نهايتهم التقليل منهم ومن عملهم وترمز اليهم بأنهم مقصرين ، تصريحك اعطى مساحة للغوغائيين ان يتلعثموا ويتفوهوا بكلمات خبيثة مثلهم وجعلت الأطباء ماده خبيثة يتناقلها الخبثاء .
السيد رئيس الوزراء لو كان هناك تقصير وانت تعلمه فحضرتك مسئول ولابد وان تحاسب على هذا التقصير وان كان هناك اهمال فانت بكل تأكيد مشارك فيه لاريب ، الطبيب الذى يحمل سماعته فى مكان عمله كالجندى الذى يحمل السلاح ويتأهب لخوض المعركة ، الطبيب يتعامل مع إمكانيات وأماكن فهل وفرت له كل الإمكانيات المتاحة حتى تحاسبه وتلومه وتتهمه بالتقصير ؟ الكورونا حصدت ارواح واعداد كبيرة من الطقم الأبيض من اطباء وتمريض وهؤلاء ان هجمت عليهم الكورونا لن يجدوا سرير فى المشفى ولاحتى مكان للعزل ولاتتوافر لهم المسحات ويموتون كمدا فى اماكن عملهم جراء المرض ، انتقدتهم فى الوقت الذى وفرت للاعبى كرة القدم الذين يقبضون بالملايين وعمل لهم مسحات للكورونا مرتين إسبوعيا رغم إمكانياتهم الرهيبة وتجاهلت الجنود البيضاء المحاربين بل تجاهلت مرضى الكورونا انفسهم المحتاجين لكل مليم لعلاجهم ومنهم من لايجد مكان فى المستشفى فيموت خارجها ووجدناك رحيما بلاعبى كورة القدم ونزعت عن الأطقم الطبية هذه الميزة ، كان عليك تحويل هذه الملايين التى ذهبت لمن لايستحق للذى يستحق ان تشيد بها مستشفيات وتوفر إمكانيات آلات ومعدات ، ايضا توفر لهم حياة كريمة محترمة ولو قصروا واهملوا تحاسبهم وتنتقدهم مثلما فعلت بالأمس ، الإعتذار من شيم الكبار عليك بالإعتذار لهم وجبر خواطرهم وإستعادة كبريائهم وحفظ ماء وجههم سيكون له الأثر الإيجابى على حالتهم النفسية ، أما ان يمر الأمر ويأخذ شكل التجاهل سيكون له عواقب وخيمة وكونك كمسئول لاتتمنى حدوث هذه العواقب التى تعلم مداها.