مقبرة تي بسقارة

+ حجم الخط -
مقبرة تي بسقارة


بقلم: تسنيم البيلي
كاتبة وباحثة في علم المصريات والآثار


ترجع هذه المقبرة لأحد موظفي الأسرة المصرية الخامسة، في القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد، وكان "تي" موظفاً كبيراً في عصر آخر ملوك الأسرة المصرية الخامسة، وكان يشغل وظيفة المشرف على أهرامات ومعابد الشمس فى أبو صير لذالك كان رجلا أقطاعيا يملك الكثير من الأراضى فأستطاع ان يبنى لنفسه مقبرة كبيرة، وقد أصبحت مقبرة تي، الكائنة بسقارة، من أشهر المواقع الأثرية في مصر، نظراً لكتاباتها ونقوشها التي تصور مناظر تفصيلية للحياة اليومية والمناظر الجنائزية.


وتقع المقبرة في الجزء الشمالي من منطقة سقارة الوسطى، على بعد حوالي 500متر أو 1640 قدماً شمال غرب هرم زوسر في محافظة الجيزة بالقاهرة، يمكن الوصول إليها بواسطة منحدر به سلالم يؤدى إلى دهليز صغير به عمودين تزينهما صورتا المتوفى لابسا مئزرا ولباس رأس مستعار وعلى الجدارين الشرقى والجنوبى لهذا الدهليز رسوما لسيدات يحضرن القرابين التى تمثل ضياع "تى" ورسوما للطيور الداجنة وما إليها.


وهناك باب ضيق مزين بصورة "تي" يؤدي الى صاله الأعمدة الكبيرة التي كان بها أثنا عشر عمودا تحمل السقف وفي وسط هذه الصاله سلم يهبط الى ممر سفلي يتجه منحرفا عبر المبنى منحوتا في صخرة الجبل يؤدي إلى دهليز صغير ومنه إلى حجرة الدفن التي تحتوي على مشكاه وتابوت فارغ.


ونرى على الجدار الشمالي لصالة الأعمدة الرسوم المعتاده التي تمثل حملة القرابين والقطيع الذي يذبح للتضحيه وعلي الجدار الشرقى رسوم تمثل "تي" محمولا على محفه ومعه أتباعه.
أما الجدار الغربي فعليه أهم مناظر الصالة إذ تشاهد المتوفي وزوجته يراقبان ما يجري من عمليات الزراعة وعلى الأخص منظر تسمين الأوز والبط والطيور والكركي في مزرعة تربية الدواجن وهناك بعض المراكب النيلية يترقب المتوفي وزوجته وصولها.


ومن هذه الصاله ندخل الى ممر ضيق على جانبه الايمن باب وهمى للزوجه وعلى جداري الممر مجموعات من حاملي القرابين المختلفه ويوصلنا باب ثاني الى الجزء الثاني من هذا الممر الذي نقشت على جداريه مناظر ذبح الثيران ونلاحظ فى الصفوف العليا كيفيه نقل تماثيل المتوفي الضخمة الثقيلة على زلاقات يتقدمها شخص يصب الماء او الزيت ليمنع اي احتكاكات بين الزلاقه الخشبيه والارض و علي الجدار الايمن نشاهد مراكب يقف فيها المتوفي ليفتش على املاكه في الدلتا.


وفي الباب المؤدي إلى المقصورة الرئيسية ذات الأعمدة تجاه الراقصات والمغنيات والموسيقات وهنا نجد بابا يؤدي الى غرفة جانبيه ذات مناظر الوانها زاهيه ونلاحظ انه في الصف العلوي لهذا المدخل توجد قطعه من خشب الجيميل كانت متصله بالباب ومناظر هذه الغرفه تتعلق باعمال الخدم المختلفه بعد الحائط الايمن نشاهد "تي" واقفا يتقبل منك خدمه التقدمات المختلفه وهي عباره عن زهور وكعك وطيور وخلافه.


وفي الصف العلوي موائد محملة بالتقديمات وعلى الحائط الخلفي للغرفة نشاهد في أعلى مناظر تمثل صناعه الاواني الفخاريه او الخبازين والعجان ين وتحتها شخص يقيل الحبوب بينما يسجل الكتب الكميات اما الحائط الايسر فنري عليه مجموعه من الخدم يحملون القرابين والهدايا وفي اعلى الجدار الموائد واواني من اشكال مختلفة.


والمقصورة الرئيسية يتركز سقفها على عمودين مربعين لونا بالأحمر لتقليد الجرانيت ونقش عليها أسماء وألقاب "تي".


المناظر التي على جدران قاعة تي


الجدار الشرقى


على يسار الداخل للصاله تشاهد وزوجته يراقبان عمليات الزراعه التي صورت في عشرة شهور الصف الاعلى نرى حصاد وتحضير الكتان ثم حصاد القمح ووضعه في جوالات وحمله فوق الامير التي تحمله الى مكان درسه حيث تشون في اكوام عاليه ثم عمليه الدرس بالطيران او الحمير ثم نشاهد مرحله تقليب القمح و تنابله بالله لها ثلاث سنون الشوكه ثم نشاهد تذريه القمح وتعبئه في جوالات وعلى يمين الواقف امام الجدار يمكن مشاهده مناظر صناعه المركب ومراحلها المختلفه لتصليح جذوع الشجر ونشر الألواح ثم صناعه المراكب نفسها ونرى "تي" يقف لمراقبة العمل.


الجدار الجنوبى


غنى بمناظره وان كان الجزء العلوي مهشم ونشاهد مناظر تمثل للمتوفى وتحته فاتحه مستطيله تطل على غرفه داخليه تعرف باسم السرداب كان يوجد بها بعض التماثيل الخاصه بالمتوفي وجدت مكسوره عدوا واحدا نقل الى المتحف المصري اما الموجود حاليا فهو نموذج طبق القصر منه وكان المصري القديم يعتقد ان هذه التماثيل تخدم روح المتوفي في التعرف على صاحبها اذا تحلل الجثه والشاهد على جانب فتحت السرداب كاهنين يبهران لتماثيل المتوفي وفي الجانب الاخر من هذا الجدار نشاهد به وزوجته يشرفان على بعض العمال الذين ناقشوا في 4 صفوف من اعلى الى اسفل الصف الاول اشعال فرن لصهر الذهب نحاتين وصانعي اواني حجرية، والنجارين وأحدهم يقوم بصقل باب وصندوق وعمال ينشرون الواح خشبية وشخصان يصقلان سرير وشخص يستعمل مثقاب وصانعى الجلود وسوق البخور وشخص يحمل جلدا وإنانئين للزيوت للبيع وآخر يعرض جراب للمقايضة بصندلين وصانع الأختام من الخشب وبائع العصى.


كما تشاهد "تي" وزوجته جالسة عند قدمه يراقبان الغزلان والوعول والماعز والقطعان ولا شك أنها احضرت لتقديمها ذبائح بواسطه فلاحي مزرعه المتوفي وتحت هذه المناظر منظر يمثل القطعان وثلاثه من عجائز القريه قد أحضروا بالقوه الى حاكم المقاطعه لدفع الضرائب وتحت ذلك منظر للدواجن من كل الانواع تركي واوزو حمام وفوق اشاهد المتوفي يجلس الى المائده والاتباع يحضرون له التقدمات وتحت ذلك اتباع يحضرون الاضحيات والموسيقيون يلعبون بالمزمار والقياثرة ليه دخلوا السرور على سيدهم وهو على مائده الطعام.


الجدار الغربى


عليه بابين وهميين كبيرين أمام الأيسر منهما مائدة قربان وقد نقش على البابين مناظر للذبح وحاملى القرابين.


الجدار الشمالى


تشاهد "تي" يقف في قارب صغير من حزم البردي يشك مستنقعات الدلتا و في زورق آخر أمامه نرى البحارة يعملون على صيد فرس النهر بالحراب وهو يصرخ من الآلم وقد نجح الفنان في التعبير عن حالته النفسيه المتآلمة بوضوح، وخلفه نشاهد فرس النهر الهائج يلتهم تمساح تحت مؤخرة الزورق، ويظهر الصياد يصطاد سمكه وهو يجلس على كرسي صغير بمسند وتمتلئ الاحراش في مجموعات كبيرة من الطيور والاعشاش التي تأوي اليها أفراخ الطير بينما يتسلق النمس سيقان البردي المتميز له ليسرق هذه الاعشاش شاف ففزع كبار الطير، كما تشاهد شخصين جالسين الى مائدة يقطعان السمك وتحتهما مراعي القطعان حيث نرى حلب البقرة، بينما شخص آخر يمسك عجله صغيره من رجليها يمنعها من الذهاب الى أمها وهناك مجموعه من العجول الصغيره مربوطة في أوتاد وهي تحاول ان تفلت منها، وآخرون يرعون. 


كما نشاهد بعض الرعاه في قارب من البردي يقودون قطيعا من الثيران تعبر مجرى مائي وقد استطاع الفنان المصري ان يبين شفافية المياه بطريقة فنية رائعة ونلاحظ ان قطيع الماشية يتقدمه شخص يحمل عجلا صغيرا على كتفه وخلفه أمه تتبعه صائحة رافعة رأسها تجاهه وفي اتباعها له تعبر الممر المائي في سهولة ويقلدها في ذلك القطيع كله، وإلى اليسار نرى قزمين يسحبان قردا وآخر يسحب كلب صيد سلوقي كمان نشاهد بذر البذور وكيفية إدخالها بواسطة قطيع من الأغنام في الأرض الطينية وخلفها شخصان يضربان بالكرباج وحرث الأرض بالمحراث وحصاد البردي و صناعة القوارب البردية ومنظر معركة غير حقيقيه نشبت بين بحاره المراكب اثناء الصيد.


أما الشريط السفلي من هذا الجدار يمثل موكب من حاملات القرابين يحملن اللحوم والطيور والخضروات والفاكهه ويمثلن مزارع المتوفي كل بإسمها.


معلومات هامة عن مقبرة تي بسقارة 


ينتمي قبر تي إلى مسؤول شغل منصبًا مرموقًا في نهاية الأسرة الخامسة.


حيث كان تي يشرف على أهرامات كل من نفر كارع ، وكذلك هرم نيوسير.


كان تي أيضًا المشرف على معابد ساحورع ونفيرابيركير ، بالإضافة إلى نفيرفر ونيوسير.


لم يكن هذا سبب شهرة هذه المقبرة ، ولكن شهرتها ترجع إلى الكتابات والنقوش التي وردت داخل المقبرة.


كانت الرموز توضح الحياة اليومية لقدماء المصريين ، بالإضافة إلى وجود مجموعة من المشاهد الجنائزية.


داخل قبر تي بسقارة 


تم اكتشاف قبر تي من قبل أوغست ماريت في عام 1877 م.


يتكون القبر من فناء كبير به 12 عمودًا مربعًا ، وتم العثور على تابوت تي في بئر الدفن الواقعة في وسط الفناء.


ويوجد في نفس الميدان مجموعة من النقوش التي تصور الحياة اليومية ، بالإضافة إلى مشاهد للزراعة المصرية القديمة.


يوجد في الجدار الجنوبي ثلاث فتحات تستخدم لعرض تمثال، تي، الذي تم وضعه في غرفة سرية.


الهدف من هذه الفتحات هو تمكين روح أو رفيق المتوفى من رؤية طقوس الجنازة التي تتم في المقبرة.


وهكذا ، يتواصل تي مع الأحياء من خلال هذه الفتحات.


يحتوي المتحف المصري على التمثال الأصلي الذي كان بداخل القبو ، والنسخة موجودة حاليًا في القبو.


حقائق تاريخية عن مقبرة تي 


تأتي مقبرة تي كواحدة من أهم المقابر التي تم اكتشافها ، بسبب النقوش التي تم العثور عليها بداخلها.


حيث قال الباحث الأثري تامر المنشاوي ، إن مقبرة تي من أهم المقابر في منطقة سقارة.


حيث توجد مجموعة من النقوش التي ساعدتنا في التعرف على لمحات من الحياة المصرية القديمة.


ومن تلك النقوش نقل التماثيل التي تعتبر من أهم المشاهد داخل المقبرة.


يصف هذا المشهد عملية نقل التماثيل الضخمة باستخدام الزلاجات من مكان إلى آخر.


وتأتي الصورة توضح وجود شخص يرش الماء والزيت على الأرض حتى لا تحتك الزلاجات بالأرض.


هناك أيضًا صور أخرى لتقديم القرابين للآلهة وطرق صيد الأسماك والغزلان في الماضي.



مقبرة تي بسقارة


مقبرة تي بسقارة


مقبرة تي بسقارة

مقبرة تي بسقارة


مقبرة تي بسقارة


مقبرة تي بسقارة

مقبرة تي بسقارة


مقبرة تي بسقارة

مقبرة تي بسقارة

مقبرة تي بسقارة

مقبرة تي بسقارة