صفر على اليمين

+ حجم الخط -
الكاتب رؤوف قنش
الكاتب رؤوف قنش


كتب - رؤوف قنش

من المعروف ان الصفر على اليمين له قيمة ووزن ويأخذك من خانة العشرات الى المئات مرورا بالآلاف وصولا للملايين وهكذا ، وفى زمن الكورونا الكل يترقب خانة الاصابات الخاصة بمرض كورونا الذى اصاب الكرة الأرضية فى مقتل فهدد الإقتصاد وزلزل الأرض من تحت اقدام الجبابرة وهدد عروشهم وزعزع الثقة فى نفوس زعماء دول كبرى وعلى رأسهم امريكا بجبروتها وهيمنتها على كثير من الدول ، ووضع علامات إستفهام كبيرة على علاقة الدول ببعضها وعلامات تعجب داخل الدولة الواحدة وعلاقة الناس بعضهم البعض ، الكل دون استثناء يتحدث عن اللهو الخفى الشيئ الغير مرئى الضيف الذى هل علينا دون إستئذان وبسببه اغلقت المساجد وعلقت الدراسة وأغلقت السناتر أبوابها وتقلصت العمالة داخل المصالح الحكومية حتى الخدمات الجماهيرية اصابها الخمول والتحديد مثل الشهر العقارى والمحاكم والبنوك حتى اصبحت عبارة الزم بيتك ماركة مسجلة بنكهة عالمية يرددها سكان الكرة الأرضية.

اليوم قد تشهد مصر زياده رقم جديد فى الدائرة الخاصة بالاصابات جراء مرض كورونا وهو رقم صفر وسيوضع على اليمين وتبرز معه قوته ويصبح مخيفا مثيرا للزعر وندخل به ومعه عالم ( العشرة آلاف ) وهذا متوقع لزيادة عدد الحالات الإيجابية وخاصة فى الأونة الأخيرة ويرجع ذلك للإهمال الشديد من غالبية الشعب وضرب التعليمات عرض الحائط والتجمعات على عينك ياتاجر وخرق الحظر وعدم اللامبالاة الشباب يتسكعون فى الشوارع فى فترة الحظر الأطفال يلعبون الكرة دون إكتراث لكون الرقابة الأسرية ضعيفة وتكاد تكون معدومة وأصابها الشلل فى بعض الأسر ، يرجع ذلك للعقوبات الضعيفة التى فرضتها الدولة ومطاردة المخطئين والمتسببين فى الفوضى ، كان لزاما ان يكون الصفر على اليمين حاضرا وبقوة ويهدد بجبروته عرش الأمن والصحة والسلامة .

التعامل مستقبلا مع مرض كورونا سيكون سنة مؤكدة لا مفر منها والتعايش مع هذا المرض سيكون إجبارى لكوننا نتمتع كشعب مصرى بحرفية التعود نمتص الصدمة وسرعان ما نتعامل معها ونتقبلها بشكل طبيعى هكذا سيكون الأمر مع هذا المرض مثله مثل التعامل مع مرض الإنفلوانزا والسعال والمغص وكثير من الأمراض التى تزورنا تأتى وتذهب ، سنصل قريبا لمرحلة ( كبر دماغك ) اللى كاتبه ربنا هنشوفه ، وربنا كبير ، وكثير من العبارات مع مرض لايصح ان نطلق هذه العبارات ونتجاهله بهذه الطريقة ، الأمر جد خطير ويلزم وقفة والضرب بيد من حديد على المقصرين فى حق أنفسهم ودولتهم لعدم إكتراثهم بالقواعد والتعليمات والمناشدات ، خطر الكورونا حادق ويشير باصبع الإتهام الى المتلقى وهو الجمهور وبعض اللوم على المرسل وهى الحكومة لعدم فرضها الحظر الكلى على البلاد ولو حتى اسبوع لكان الأمر افضل مما نحن عليه الأن ولا نكاد نصل لهذا العدد ، ومن يدرى قد يكون فى صفر اليمين طوق النجاة ويحمل فى طياته الحظر الكامل من يدرى !!